كيف تتحول الفكرة إلى قصة؟

١ صفر ١٤٤٧ هـ

استراتيجيات السرد القصصي

٣ دقائق

أفراح مجرشي

السرد القصصي ليس رفاهية لغوية، ولا مجرد أسلوب بلاغي جميل؛ إنه الطريقة التي يفهم بها الإنسان العالم.

فالقصة لا تخبرنا فقط بِما حدث، بل لِمَ نهتم.


يُقال إن الإنسان كائنٌ قصصي؛ قبل أن يكتب، كان يحكي على جدران الكهوف، وحول نيران القبائل، وفي مجالس الشعراء.

كانت القصة وسيلته للبقاء، والتعليم، والتواصل.


واليوم، في عصرٍ تتسارع فيه الأشياء، وربما تفقد ماهيّتها، لا تزال للكلمة قوتها؛ القوة التي تسافر بها بين وسائط التعبير: من القصيدة إلى اللحن، ومن اللوحة إلى الشاشة، ومن الكتب إلى المحافل.

فنقف أمام هذا الامتداد لنتفكّر:

كيف تعبر الكلمات من خلالنا؟

وكيف تخاطب العقل والروح في آنٍ واحد؟


السرد القصصي هو فن نقل المعنى من خلال قصة.

بدلًا من تقديم المعلومة بشكل مباشر، نرويها كحكاية تحمل مشاعر، وشخصيات، ومواقف تُقرّبها من القلب وتثبّتها في الذاكرة.


ومن هنا وُلدت “سرديات”، لتجمع بين فن السرد القصصي واحترافية توثيقه، إيمانًا بأن كل فكرة تستحق أن تُروى بشكل يجعلها مفهومة، مترابطة، وراسخة في الذهن.


لتقدّم خدماتها للأفراد والجهات من خلال ثلاثة نماذج:

البدايات، والاكتشاف، والتمكين;

كلٌّ منها صُمّم ليخدم هدفًا محددًا، ويصنع أثرًا لا يُنسى.


“سرديات” لا تروي الحكاية فقط، بل تمنح كل فكرة صوتًا، وكل عرضٍ هوية… لأن الأثر لا يُقاس بطول القصة، بل بصدقها، وعمقها، ووقعها في الذاكرة.


وكما قال الكاتب الأمريكي جون ستينبك:

“إذا كان لدى الكاتب ما يكفي من الشجاعة ليقول الحقيقة، فإن القصة ستجد طريقها إلى قلوب الناس.”


لكل قصةٍ صادقة قدرة على تجاوز حدود الكلمات، لأنها لا تُروى فقط، بل تُحس وتُعاش.

ولأجل ذلك؛ “سرديات” — تسرد ما لا يُنسى.

أخر المقالات

ابقى مطلعًا على أحدث الأدلة والأخبار.